رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر
وبلاش تتصرفي بطيبتك دي انا ليا اسبابي اللي تخليني امنعك من الجية هنا زي ما بيدي انا ماشيتك من هنا انا مطمنة عليكي انتي والود هناك تبعيني وريحي جلبي .
واجهتها سائلة
اتبعك في ايه طيب اكتر من كدة ما انا بنفذ كل اللي بتجولي عليه جات يعني على زيارة النهاردة ما البيت هادي اها لا عيسى ولا سند ولا حتى عماتي جاعدين.
طالعتها باستفهام سائلة
امال في إيه تاني كمان
ابتسامة جانبية ساخرة ارتسمت على ثغر سليمة خالية من أي مرح بغموض غلف صفحة وجهها زاد من حيرة الأخرى وقد يأست من الرد على سؤالها لتجفل على تبدل ملامحها بحدة تطل من عينيها نحو هذا الذي دلف اليهم
مسالخير يا جدة ما شاء الله دا معتز باشا مشرف النهاردة كمان.
شوفت يا مالك الباشا نور بيته النهاردة مع امه كمان.
سمع منها وانتقلت عينيه نحو الكنبة التي جلست عليها الاثنتان
ايوة ما انا خدت بالي اها ازيك يا نادية دا فعلا البيت رجع ينور بوجودكم انتي سبتيه ليه بس
ردت بسذاجة غافلة عن امتقاع وجه الأخرى بجوارها
الله يبارك فيك يا مالك انا نفسي والله ارجع لشجتي من تاني بس الظروف بجى.
سألها فردت سليمة تسبقها
ظروف شخصية أخوها هو منعها من الجية هنا مش عايزاها تبجى طرف في اي مشكلة ما انت عارف العرايك هنا في البيت مبتخلصش.
عرايك ايه تاني
همست بها سائلة قبل ان تزجرها سليمة بنظرة غاضبة اخرصتها متمتمة بصوت بالكاد خرج من بين شفاهاها
اسكتي خلاص متكلميش تاني.
ابتلعت تنصاع للأمر وشعور بعدم الارتياح يستبد بها توتر في الاجواء لا تعلم سببا وجيها له المرأة التي تعدها بمثابة والدتها تصدمها اليوم بتعاملها الجاف معها ثم هيئتها الان وقد صرفت نفسها عن الانتباه لها لتركز مع هذا الفتى شقيق زوجها الراحل والذي صار يداعب صغيرها في حجر جدته وكأنها تراقبه وتترصد أفعاله لا تدري لما هذا الارتياب
حينما استيقظت في الثانية صباحا على صوت المنبه الذي تفعله يوميا من اجل قيام الليل وقراءة القرآن حتى تلحق بصلاة الفجر.
فضلت سليمة قبل القيام بكل ذلك ان تهبط الطابق السفلي من أجل الاطمئنان على زوجة عمها سکينة اولا فهذا الأمر تفعله منذ مرض المرأة ورحيل ابناءها واولادهم للبلاد التي يقطنون بها
.... يتبع
الفصل الثلاثون
راجع من فين يا غالي
هتف سائلا له فور ان حطت قدميه داخل المنزل عائدا من الخارج ليرمقه الاخر باندهاش لم يخلو من الاستنكار برده
ومن امتى السؤال وايه لازمته اساسا وانا راجع على بداية المسا متأخرتش يعني.
صاح فايز يستقبله بسخطه مرددا
متأخرتش يا حبيبي بس انت اساسا بجيت مش مفهوم عامل زي الديب الصحراوي بتلف وتدور ولا حد عارفلك مركز ياد رايح جاي على بيت جدك ليه ايه ليك هناك عشان تتحفهم يوماتي بطلتك البهية
ليا جدتي.
تمتم بها بثبات ليتخطاه بعدم اكتراث حتى جلس بأريحية على الاريكة يجيبه بمراواغة واضحة
بروح أطل على جدتي الغالية لتكون عايزة حاجة ولا محتاجة أي شي هي صلة الرحم بجيت حاجة عفشة دلوكت يا بوي
صاح فايز بانفعال جعله بميل برقبته نحوه
اطلع من دول ياد هو انت من امتى ليك في الحنية ولا تعرف جدتك من اصله عشان تراعيها وتراعي طلباتها فاكرني مش فاهمك ولا عارف باللي بيدور في مخك.
ايه هو بجى اللي بيدور في مخه جول ونورنا.
هتفت بها زوجته والتي اتت على أصوات الشجار لتدلي بدلوها هي الأخرى وتواجهه بڠضبها المكتوم فهي أيضا ليست بالغافلة عما يدور برأسه الان
سكت ليه ما ترد يا فايز.
ارد اجول ايه يا بت انت ايه دخلك اصلا في الكلام واحد بيستفسر من ولده ايش دخلك انتي ولا هي جلة ادب وخلاص منك
عضت على نواجزها تكبح لسانها بصعوبة عن الرد بما يليق به تفضحه امام نفسه بعدما نفض يداه من معظم المصروفات يدفع بالكاد لطعامهم والملتزمات الأساسية للمنزل اما تحتاجه هي من اشياء جديدة كما كانت معتادة فقد اصبح من المستحيلات واقساط القديم يعذبها حتى يمن عليها بهم.
لا مش جلة أدب يا غالي انا برد الرد الطبيعي على شندلتك للواد واحد بيزور جدته انت زعلان ليه
بشرار انظارها الحادة صارت تواجه چحيم عينيه في حديث مشتعل يحمل العديد من الرسائل المتبادلة بينهما امام هدوء يثير الحيرة من ابنهم المتابع الحړب الباردة بينهما بدقة حتى خرج رده
معلش ياما هو يمكن فاهم غلط ولا فاكرني لسة عيل صغير على الأصول لكن انا عايز اطمنك يا بوي انا بروح بس اطمن على جدتي اصلها مسكينة بتتعب كتير وعمتي سليمة يدوب كلامي معاها على كد السؤال.
تهكم فايز يردد خلفه بغيظ
عمتك سليمة! مرة ابوك..... خليتها عمتك يا مخبل
تبسم مالك ينهض عن مقعده ليضيف عليه ببرود قبل ان يتحرك ذاهبا نحو غرفته
وه يا بوي يعني هندهلها واجولها ايه بس ما هو انا فعلا شايفها زي عمتي هوايدا ونعيمه.
شايفها زي عمتك خيبة تاخدك يا خوي.
غمغم بها فايز بغيظ لا يخفيه أمام ابصار زوجته والتي تراقب ردود أفعاله بتركيز شديد
باستهزاء جلي وقفت تتأملها وهي تحاول بالملقط نتف الشعيرات الزائدة من حاجبيها بغرض تزينهم بما يرضيها كامرأة متزوجة شعرت بها لترى انعكاس صورتها في المراة التي تمسكها بيدها تضحك بوسع فمها لتعلق باستهزاء
بتعملي ايه يا خايبة
عبست عزيزة تشيح بوجهها للناحية الأخرى بإحباط متعاظم تعبر عنه
يا بوي عليكي يا فتنة وعلى كلامك التجيل مفيش مرة اجيلك عشان اجضي لحضة زينة معاكي الا ما كنتي ټسممي بدني بكلامك.
ضحكت الأخيرة تتقدم بطبق الفاكهة لداخل الغرفة الاتي اتخذتا الجلسة بها لتعلق بمزيد من التقليل
انا برضوا اللي بسمم بدنك ولا انتي خايبة صح اسيبك شوية ارجع الاجيكي ماسكة الملقاط وشغالة جرطيم في حواجبك ما تشيلهم احسن.
ضړبت عزيزة بكفها على صدرها تردد بجزع متأملة حاجبيها مرة أخرى بتمعن في المراة
يا مري....... حرام عليكي يا فتنة مش لدرجادي يعني ليه بتخلعيني عليهم دا بدل ما تشجعيني عشان اكمل التاني.
اشجعك .
رددت بها لتزيد بانتقادها القاسې
انا مش فاهمة انتي ليه عايزاني اضحك عليكي الحاجب ان ما كان يبجى رفيع ومرسوم الرسمة اللي هي الوش يبان كيف ثم كمان الحاجات دي ليها ناسها مش جادرة تدفعي وتكلفي نفسك معاكيش فلوس
لأ معايا يا فتنة بس مفيش وجت عشان اروح كوافير واتعدل ما انت عارفة الخدمة والعيال والراجل اللي عايزة طول الوجت مرة شديدة.......
توقفت برهة تطالع الأخرى وهيئتها المهندمة والمتأنقة على الدوام حتى في الملابس البيتية بنظرات اعجاب لتردف بتحسر
نفسي اهتم بنفسي زيك كدة يا فتنة بس عزب شديد وعامل زي الجطر مش واخدة فرصتي معاه واصل.
بثقة تعدت الغرور سخرت الأخيرة لتعقب ردا لها
هو الاهتمام محتاج فرصة ما تبعتي للبت نفيسة تظبط حواجبك وتنضف الوش والجسم وحتى صبغة الشعر كمان تعملها وتخليكي عروسة جديدة وانت في بيتك لا تحتاجي لكوافير ولا كلام فاضي معايا رقم تلفونها اتصلك عليها تجيلك هنا جبل ما تروحي ايه رأيك
سمعت عزيزة ليلتوي ثغرها بامتعاض لتظل صامتة لبعض الوقت قبل ان يخرج ردها
يعني انا اجولك عايزة اهتم