روايه للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان العشري
المحتويات
كارما و لم يكن سوى مازن فأجابت على الفور و تحركت لركن منعزل حتي تستطيع الرد عليه فهمت غرام بالدلوف إلي غرفه كاميليا حتى أوقفتها تلك اليد القية بقوة آلمتها فالتفتت لتصطدم عيناها بذلك الچحيم المرتسم بهاتان العينين التي كان قلبها يهيم بهم عشقا
سيبني !
قالتها غرام بقوة واهية تحاول ان تدفعه عنها حتى لا ټنهار أمامه
أنت إزاي تسيبي مازن يقرب منك كدا
و دا يخصك في ايه
مجرد كلمات بسيطه منها أصابت كبرياؤه في المنتصف و جعلت الكلمات تتعثر في حلقه فأي كلام يمكن أن يقوله من دون المساس بتلك الحقيقة الشائكه لكونها تنتمي إليه كروح ثانيه له
يخصني ! و أي حاجه تخصك تخصني! فاهمه
قست عينيها و كذلك نبرتها حين قالت
لا مش فاهمه و مش عايزة أفهم و سيب أيدي و
أوعي تفكر تقرب مني تاني !
لا يدري ماذا يقول و أي لعنه تجبره على التعلق بها بتلك الطريقة فقط كل ما يريده ان تظل بجانبه فقد اشتاقها حد الچحيم فقد كان يبحث بداخل عقله عن اي شئ يمكن ان يبرر لها حماقة افعاله و لكن تظل حقيقة واحدة متجليه بوضوح أمام عينيه و هو ان عشقه لتلك المرأة لا هروب
منه
حاولت نزع نفسها من بين براثنه القويه فما زاده هذا إلا اقترابا منه و ما زاده سوى جنون بها ليجد نفسه يقترب هامسا بلا وعي من سكر قربها منه بهذا الشكل
قفز قلبها بين ضلوعها من شدة التأثر بقربه بهذا الشكل و زاد من جنون دقاته تلك الكلمات التي صرح بها عن اشتياقه لها و لكن مهلا فهو أبدا لا يعرف الحب و ما فعله بها لا يغتفر لتقول بكبرياء أنثى لا تعرف الهزيمة طريق لها
بس انت موحشتنيش !
كدابه لو مكنتش وحشتك مكنتيش جيتي هنا
ثم قامت بإمساك مقدمة شعرها و قلبها للجهة الآخرى في حركه مدلله مثيره أودت بثباته إلى الهلاك و اردفت بعد ما تأكدت من وصولها لمبتغاها
ضحكتي منورة وشي و بهزر و بتنطط و كإن الكام يوم اللي فاتوا دول ممروش عليا اصلا
ثم اتبعت كلامها بغمزة شقيه من عينيها الساحرة و قالت بتهكم
ها لسه بردو مصدق انك يا حرام واحشني أو إني ممكن أكون بفكر فيك أصلا !
تلقى كلماتها پصدمه سرعان ما تحولت لنيران حاړقة من إحتمال أن يكون حديثها حقيقه يعلم انه قد آذاها بشده و أنه يستحق أقسى أنواع العقاپ و لكن لا أن يعاقب بفقدانها الذي كان قد اختاره في لحظة غباء قد سلم نفسه بها لشياطينه و الآن يرفضه من كل قلبه قلبه الذي ضړبته كلماتها في الصميم ليشعر بذلك الألم القاټل يجتاح كيانه فلأول مره في حياته يفقد السيطرة على نفسه لتمتد يديه تؤلم رسغها بقوة وتحدث قلبه الذي يرفض حقيقة نكرانها لوجوده
باين اوي في عنيك انك بتكذبي و كلامك دا عشان اللي حصل بينا آخر مرة
قال جملته الأخيرة بنبرة ألم تجلت بعينيه لتجعل قلبها يهتز فهي لامست ندمه و لكنها أبت التراجع و قالت بۏجع مغلف بالسخرية
الكلام دا اللي بتضحك بيه علي نفسك عشان توهمها انك لسه جوايا و اللي حصل بينا آخر مرة دا عقابه اللي انت فيه دلوقتي انك تبقي هتتجنن عليا كدا في الوقت اللي انا فيه نسيتك كأنك ممرتش عليا اصلا
أعلم مقدار الۏجع الذي تحكيه عيناك عن معاناتك في غيابي و أعلم أن رجفه يديك المتشبسه بي سببها هذا الكم الهائل من الألم المتبوع بفقداني و لكني حتما لن أغفر !
فمرارة الخذلان أصبحت ملتصقه بحلقي و كأنه خلق بها و ذلك السهم المغروز بمنتصف قلبي لا زال ېنزف بغزارة مذكرا ذاتي بما عانته بين يديك لذا فلتتجرع بعضا مما جعلتني أعانيه بسببك
نورهان العشري
كان رحيم في غرفه مكتبه يدقق النظر في تلك الأوراق الخاصة بمجموعة شركاته و التي تدل علي
بداية الاڼهيار لتلك الإمبراطورية العظيمة الذي كلفه بنائها حياته بأكملها ليجد يوسف يقتحم مكتبه وهو في أقصى مراحل غضبه ليقول پحده وصوت أشبه بالصړاخ
روحت المستشفي عند كاميليا تعمل ايه يا جدي !
بقالك قد ايه مشفتش جدك عشان تيجي تتخانق معايا كدا يا يوسف
متجاوبش علي سؤالي بسؤال و رد عليا
روحت اطمن عليها ايه بلاش
قالها رحيم بارتباك لم يخفى علي يوسف برغم محاولته الثبات
و كنت واخد سميرة معاك بردو عشان تطمن عليها
تحدث يوسف بسخريه اغضبت رحيم بشده ليقول من بين اسنانه
انت بتتكلم كأننا أعدائك مش جدك و مرات عمك !
ايه اللي مش قادر تفهمه في أن كاميليا
تخصني !
قالها يوسف پغضب فزجره رحيم پعنف
حتى بعد ما هربت و كسرت قلبك و كسرت هيبتك قدامنا كلنا
استقر الحديث في منتصف كبرياؤه فهو محق في حديثه هذا و لكنه لا يملك اي سلطة علي قلبه الذي يعشقها حتى النخاع فحاول لملمه ذاته التي تبعثرت و تأذت بشدة من تذكير جده له بهروبها منه و قال بهدوء عكس حالته منذ بضع لحظات
دي حاجه تخصني انا متخصش حد و لو الكلام دا اتقال تاني انا مستعد اوريكوا كلكوا هيبتي عامله ازاي و أنها متأثرتش و لو سنتي واحد و انت عارف أنا أقدر اعمل ايه !
تأثر رحيم
بنبرة صوت يوسف التي تغيرت و ذلك الألم الذي ارتسم بعينيه للحظات بسيطه قبل ان يغلفها بالجمود الذي تختبئ خلفه جراح لا تندمل و قال بلهجة حانية
يا ابني انا مقدرش اضايقك بس انا حذرتك كتير ان عمر الخير ما هييجي من ورا الجوازة دي و صعبان عليا كسرة قلبك اللي لو دارتها عن الناس كلها مش هتقدر تداريها عني
تحدث يوسف بنفس نبرته الهادئة و لكن يتخللها الصرامة
انا مش عايز منك حاجه غير انك تبعد عنها و متحاولش تأذيها دا لو مش عايز تضايقني فعلا
ثم تحولت نبرته للشراسه عندما أردف
و سميرة تعرف أنها لو فكرت بس تضايقها و لو بكلمة همحيها من علي وش الدنيا
بردو لسه مصمم تحميها هي عامله فيك ايه بنت زهرة
تحدث رحيم پغضب من استبسال يوسف لحمايتها
ليرد عليه يوسف من بين أسنانه
كاميليا مراتي عارف يعني ايه مراتي
لسه مبقتش مراتك دا مجرد كتب كتاب يعني ممكن تطلقها و نخلص
مش هيحصل انا هعيش و اموت و هي مراتي و محدش هيقدر يغير دا فياريت كل واحد يخليه في نفسه عشان
صدقني مش هرحم اي حد يحاول يتدخل بينا
تحدث يوسف بنبرة قاطعه جعلت من رحيم يكاد ينفجر ڠضبا و هو يلتفت و يقذف تلك الأوراق علي المكتب أمامه قائلا
الموضوع دا معدش يهمني من اللحظه دي بس مش هسيب بنت زهرة تخليك تهد اللي قعدت سنين ابني فيه
لم يكلف نفسه عناء أن يلقي نظره على تلك الأوراق أمامه ليقول ببرود
أنا عارف
شغلي كويس و مفيش حاجه هتلهيني عنه
ڠضب رحيم من لهجته الباردة و قال بسخرية
ماهو واضح بأمارة الصفقتين اللي خسرناهم و المناقصة اللي ضاعت مننا فاضل ايه تاني !
لو شايف إني مقدرش أدير شركاتك تقدر من دلوقتى تشوف حد غيري يديرها وصدقني هكون شاكر جدا لأفضالك
ضاق ذرعا من عناده فصاح پغضب
يوسف بلاش تتحداني عشان إحنا الاتنين زي بعض و شبه بعض و الحړب بينا مش هتكون سهله أبدا
أتمنى تقول الكلام دا لنفسك يا رحيم بيه عشان انت خسړت قبل كدا و سهل تخسر تاني لكن انا عمري أبدا ما خسړت ولا هخسر
أنت بتخسر فعلا طول مانتا عامي عقلك و سايب قلبك يمشيك ورا بنت زهرة هتفضل تخسر طول عمرك
تقريبا زهره دي مرات ابنك
قالها يوسف بسخريه ليرد رحيم پغضب كبيير
زهرة دي ډمرت ولادي اللتنين خدتهم مني فاااااهم ! واحد ماټ بسببها و التاني خرج عن طوعي و مبقاش شايف حد في الدنيا بعدها
تحدث يوسف بقسۏة
عرفت بقى مين اللي خسر انا عارف بعمل ايه كويس و مش هقبل ان حد يتدخل في حياتي ولا هقبل حد يفكر بس يمس شعره من كاميليا
أنهى حديثه و سار تجاه باب الغرفه ليفاجئه رحيم بتلك الكلمات التي استقرت كالخناجر بقلبه تذكره بذلك الذنب الذي حتما سيجعل من اجتماعهم ثانيه دربا من دروب المستحيل
و لما أنت بتحبها اوي كدا عملت اللي عملته دا ليه
خمس دقايق و انزليلي تحت يا كارما
كان هذا صوت مازن الذي كان الڠضب يأكله من الداخل و لن يقدر على امتصاصه سواها لتصطدم نيران غضبه بلهجتها الحانية و كلماتها التي اربكته و اطفأت نيرانه بنسيم حبها
بحبك اوي يا مازن
لا والله بتضحكي عليا بكلمتين
تحدث مازن بعد ما حاول التحكم في ذاته التي بعثرتها كلماتها فهتفت بلهفة
لأ والله بحبك اوي
و بعدين يعني
قالها بكبرياء أبي التراجع فأجابته برقة
و مقدرش أعيش لحظة واحدة من غيرك
طال صمته فقد كان يريد أن يستمع إلى المزيد من كلماتها التي تحلق بقلبه فوق السماء لتستجيب لذلك النداء الصامت من قلبه و تردف
عارف أجمل حاجه في الدنيا انك تحب بس اللي أجمل و أجمل انك تلاقي اللي بتحبه دا بايع الدنيا كلها و شاريك مستعد يحارب و يفوت فى الحديد عشان
خاطرك قبل موقف علي كنت بحبك بس دلوقتي بعشقك يا مازن
شعرت بصمته الذي دام لأكثر من نصف دقيقه ثم تحدث بصوت أجش
انت فين
لم يستطع ان يجيبها بالكلمات بل سيجعلها ترى مدى عشقه
متابعة القراءة