روايه للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان العشري
المحتويات
التي استطاعت و ببراعة إخفاء ذلك الصراع الدائر بداخله بين قلبه العاشق لها و عقله الرافض لوجودها و كلاهما يملكان الحق و هو ممزق بينهما يعلم أنه تنازل كثيرا لأجلها ودائما ما تغلبه نوبات اشتياقه لها فيتجاهل تحذيرات عقله و يضرب بعرض الحائط كل القرارات التي يأخذها في غيابها و متى تشرق شمسها على قلبه يصبح كالمسحور أمامها فيتحول صدره إلى بركان مشتعل من شدة لهفته إلى قربها
لملمت شتات نفسها بصعوبه و قالت بصوت حاولت أن يبدو واثقا رافعه رأسها بكبرياء بعد أن طالعتها بنظرة قاسېة
اللي بعمله هنا ميخصكيش يا نيفين و عموما أنا خلصت اللي كنت جايه عشانه و كنت هخرج
ما أن همت بالتحرك لتتفاجئ بقبضه قويه اوقفتها جاذبه إياها لتصبح على مقربة كبيرة منه و لم يكتفي بذلك بل التف قيد عشقه حولها لتستشعر دفء حناياه يغمرها وكأنه بتلك الفعله محى من قلبها كل تلك الچروح التي أوشكت في أن ټقتلها ألما
في حاجه يا نيفين
كانت تغلي في مراجل من رؤيه غريمتها بجانبه بتلك الطريقة
و قد أعمتها الغيرة فبعد كل ما فعلته لإزاحتها من طريقها تأتي
فصاحت مغلولة
عايزة اعرف هي بتعمل ايه في أوضتك يا يوسف
رفع يوسف إحدى حاجبيه و قال بلهجه ساخره
مش ملاحظه إن سؤالك غريب شوية ! يعني في حد يسأل واحده بتعمل إيه في
أوضة جوزها
إن كانت قبل للحظات غاضبه فبعد إجابته هذه أصبحت مشټعلة كالچحيم لتزداد ثورتها و علو صوتها وهي تقول باستنكار
قاطعها بصرامة و
نظرات قاسېة
نيفين الزمي حدودك و اوعي تتخطيها اللي بيني وبينها محدش له فيه
ازدادت قتامة نظراته و شابهتها لهجته حين قال
و متقلقيش قريب اوي هكشف كل اللي حصل أيه أسبابه ادام الناس كلها فمتستعجليش اوي
أصابتها كلماته في الصميم فهل كان يهددها الآن هل أخبرته كاميليا بما فعلته والدتها
إذن فتلك الحية قد استخدمت سحرها عليه مرة أخرى
قاطع سير أفكارها سؤاله لها و خاصة عندما تحدث بتلك النبرة و كأنه صبره عليها قد نفذ و لم يعد يحتمل وجودها كحاجز بينه وبين غريمتها
مش هتقولي كنت عايزة ايه بردو ولا هنقعد طول الليل نبص لبعض هنا !
أبدا يا يوسف كنت جايه عشان نكمل كلامنا !
استنكر بجفاء
كلامنا ! احنا كلامنا خلص خلاص و أنا قلتلك اللي عندي و أظن انك دلوقتي اتأكدت أن كلامنا خلص
لم تؤلمها كلماته و لا نظراته و لا تشبثه بغريمتها بتلك الطريقة و إنما أكثر ما آلمها تلك النظرة المنتصرة في عينيها و التي جعلتها تقسم داخليا أنها لن تجعلها تستمر طويلا فكل ما استطاعت أن تفعله هي إيماءة بسيطة من رأسها متبوعه بكلمات واهيه ثم اندفعت خارج الغرفه كالبرق
وما أن خرجت نيفين من الغرفه حتي فوجئ يوسف بتلك الشعلة الڼارية تمسك به من مقدمة قميصه وهي في حالة ڠضب چنوني قائله
بص أنا هاديه و عاقله اهوة عايزاك بقي انت كمان تبقى عاقل كدا وتقول بالحرف الواحد ايه الكلام اللي حصل بينك و بين البت دي عشان مولعش في البيت دا حريقة
لو لم يكن يدرك علميا بأنه خطأ لظن بأن قلبه قد انسل من بين ضلوعه محلقا في السماء من فرط السعادة بتلك الغيرة الچنونية التي تملكتها و لكنه قاوم بشق الأنفس فكرة أن يريها الآن مدى عشقه لها خوفا من عدم قدرته على التحكم بمشاعره ليقوم باحتوائها حتى لم تعد قدماها تلامس الأرض ليتقدم إلى باب الغرفه و قام بفتحه ثم وضعها خارجه بعد أن قام بغرس زهر عشقه على جانب وجهها الايمن ليقول بفظاظة تنافي روعة ما تحمله كلماته
مش لازم كل حاجه تعرفيها و يالا قدامك عشر دقائق بالكتير عشان تجهزي في ميعاد عشا عايز انزل الاقيك تحت و إياك تتأخري
لم تستوعب ما يحدث و حين أوشكت على الحديث فجر بارود عشقه في تلك الجمله البسيطة
يا أحلى إستثناء في حياتي
انهي كلماته ثم قام بإغلاق الباب خلفها و دقات قلبه تقرع كالطبول فتلك المجنونه التي امتلكت قلبه قادرة على التسبب في احتراقه كليا بهذه المشاعر
القوية التي تثيرها به و المقاومة مهلكة حتى الألم فلا يعد يعلم أي سلطة تمتلكها تلك المرأة على قلبه لتجعله أمامها مغيبا لا يشعر بشئ سوى بأنها منه و تنتمي إليه
لقاء واحد عابر قد يقلب حياتك رأسا على عقب قد يجعلك تشعر بأن ما مضى من عمرك لم يكن حياه
نورهان العشري
بعد مرور عدة أيام كانت تدور في غرفتها كالفراشة الحائرة لا تدري ماذا عليها أن تفعل حتي تهدئ قليلا من ذلك الشوق الذي يحرقها منذ آخر لقاء بينهم
فلازالت تذكر
جيدا كيف كانت نظراته إليها فقد كانت تشعر و كأن عيناه تغمرها و بأن ضلوعه تحتويها بالرغم من
عدم اقترابه منها
تشعر وكأن هناك مغناطيس يجذبهما تجاه بعضهما البعض حاولت كثيرا الا تفكر به و لكن عبثا فما أن تحاول طرده من مخيلتها و تلجأ للنوم حتى يأتيها في الحلم كفارس بحصانه الأبيض يختطفها كما يختطف الأمير محبوبته
تعلم في قرارة نفسها بأن هناك الكثير من العقبات أمامهم و لكن ما حيلتها أمام قلبها الذي هام به عشقا من اول لقاء برغم من رفضها لتلك المشاعر كونه لم يتخذ خطوة واحدة تجاهها ولكنها تجد نفسها مجبرة على التفكير به كل دقيقه حتى أنها في بعض الأحيان كان ټتشاجر معه بداخل عقلها كي يتركها طيفه و شأنها
قاطع شرودها صوت رنين هاتفها فقامت بإلتقاطه لتشعر وكأن تيار كهربائي قد صعقټ عندما وجدت أن المتصل لم يكن سوى ذلك الفارس المطبوعة صورته على جدران قلبها
ازدادت وتيرة أنفاسها وارتجافه يدها و هي تضغط على زر الرد لتضع
الهاتف على أذنها تجيب بنبرة مهزوزة
آلوو
أتاها ذلك الصوت الذي اشتاقته بشدة و رقص قلبها طربا لسماعه حتى ظنت بأن صوت دقاتها قد وصلت إليه و لا تدري شيئا عن معاناته فقد حاول كثيرا تجاهل اشتياقه لها ورغبته الملحة في محادثتها فهو رجل غير معتاد على اللهو و العبث و خاصة كونهما تربطهما علاقه اسريه فقد آثر التأكد من حقيقة مشاعره نحوها قبل أن يأخذ اي خطوة تجاهها لكي لا يندم لاحقا فأخذ يقاوم ضجيج قلبه الذي كان يتوسله
بأن يروي ظمأ اشتياقه لها و التواصل معها و لكنه كان يردعه بشدة إلى أن فاض به و قرر في لحظة چنونية أن يهاتفها بحجة الإطمئنان على ابنة خالته و سرعان ما قام بالإتصال بها ليأتيه صوتها العذب الذي جعل ذلك الساكن علي يساره يرتجف من شدة الشوق
ازيك يا روفان
قالها علي بنبرته الجذابة التي دائما ما يتخللها الثبات فيضفي عليه مزيدا من الجاذبيه حاولت أن تبدو لهجتها ثابته مثله حين قالت
الحمد لله بخير ازيك انت يا سيادة الرائد
بخير مادام انت بخير
قالها علي بصدق فكونها بخير هذا يجعله يشعر بأنه على ما يرام حتى و لو كان غير ذلك
تلعثمت من حديثه و تضاعف ارتباكها فجاءته نبرتها مرتجفة حين قالت
يارب دايما
صمت دام لثوان كسره علي زافرا و كأنه كان في معركة انهكته ليقول بنبرة عميقة
وحشتيني !
باغتتها كلمته حتى شعرت بأن قلبها قد قفز من بين ضلوعها من شدة انتفاضته فتسارعت أنفاسها و جف حلقها فأي شعور هذا الذي جعلها تحلق في السماء السابعة من مجرد كلمة
وجدت صعوبة في إخراج صوتها فصمتت خوفا من أن تخبره بأنها ټموت شوقا إليه لتأتيها نبرته التي يشوبها بعض القلق من صمتها
روفان انت لسه معايا
معاك
أجابته هامسه فبادرها بلهفه
ليه مابتروديش عليا
ينفع أسألك سؤال
هكذا تحدثت بهمس قابله مزاحه حين قال
ينفع تسالي اللي انت عيزاه من غير ما تستأذني
تحدثت بلهفه و لهجة حوت بعض العتب
انت ليه مشيت كدا على طول من غير حتي ما تسلم عليا قصدي علينا !
اتسعت ابتسامته فقد كشفت تلك الصغيره عن اشتياقها له بذلك السؤال الذي يبين مدى برائتها و قلة خبرتها ليجيبها بلهجة صادقة
ڠصب عني والله كان نفسي أسلم عليك اوي قبل ما امشي بس حصلت ظروف اضطرتني اني اسافر بسرعه
هتفت بلهفه و بلهجه طفوليه راقت له كثيرا
و متصلتش بيا ليه من وقت ما مشيت
ما أن أنهت جملتها حتي شعرت بمدى خطأها في البوح بمشاعرها و افتقادها له عن طريق ذلك السؤال الغبي لتحاول تصحيح خطئها قائله
اقصد يعني متصلتش تطمن على كاميليا ليه هي مش بردو بنت خالتك
ابتسم هذه المرة ابتسامه واسعه على هفوتها الأكثر من محببه إليه ليشاكسها قائلا
متصلتش علي كاميليا عشان بعرف أخبارها كل يوم من ماما و البنات و متصلتش عليك عشان مابحبش آخد خطوة غير و أنا متأكد منها
واتأكدت
و إلا مكنتش اتصلت
ما أن ختم كلماته حتى أتاه صوت كارما القادم من الخارج قائلة
يالا يا لول الناس جت تحت تعالى عشان تفتح لهم
شعرت روفان بالحرج فقالت بلهفة
طب شكلك مشغول اسيبك بقي لضيوفك
علي بتذمر
للأسف مضطر اقفل معاك لإن الضيوف دي مينفعش تتأجل
خربش الفضول جدار قلبها لتسأله بلهفه
ليه هما مهمين أوي كدا
أه يا ستي دا عريس جاي لغرام أختي و جاي من آخر الدنيا عشان نقرأ الفاتحه النهاردة انت ممكن تكوني تعرفيه دكتور رامي اللي كان بيشرف على حاله كاميليا في المستشفى فللأسف مقدرش اكنسل الميعاد و إلا مكنتش سيبتك
اطمأن قلبها لكونها عرفت ماهيه ما يحدث لتقول بخجل
لا و لا يهمك الف مبروك عقبالك
أجابها علي متخابثا
هنشوف موضوع عقبالك دا بعدين سلام دلوقتي و نكمل وقت تاني في كلام كتير عايز اقولهولك
أغلقت روفان
متابعة القراءة