روايه للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان العشري
المحتويات
جوفه من فرط الألم
مش يمكن الراجل دا اتعذب قد مانتي اتعذبتي مليوون مرة !
استنكرت كلماته و وجعه الذي لم يمس حدود قلبها أبدا
اتعذب ! ليه هو عنده قلب زينا عشان يتعذب
باغتها اعترافه بتلك اللهجة المبحوحة من فرط الألم
مكنش عنده قلب قبل ما يعرفك قلبه كان ماټ من زمان و بسببك
رجع ينبض من تاني
يا غرامي
كانت كلمات بسيطة و لكنها أضرمت النيران في قلبها الذي استنكر تلك الياء التملكية في حديثه و صاحت پعنف
ماتقوليش الكلمة دي تاني انا مش غرامك مش بتاعتك مش اخصك عشان تقولي كدا فاهم !
لم تكن لهجته اهدأ من لهجتها بل كانت أعنف حين صړخ قائلا
لا بتاعتي ! بتاعتي من أول يوم شفتك فيه انت اللي لازم تفهمي دا كويس و اعرفى إن ورحمة أبويا ما هسمح لحد أبدا ياخدك مني فاهمه
لون الحزن تقاسيمها فقد اضناها كل ذلك الألم الذي اختبرته منذ تلك الليله المشئومه و حتى خطوبتها المزعومة من ذلك الطبيب فشددت على كل حرف تتفوه به
ما أن أنهت حديثها الذي اشعل النيران بقلبه حتى ترجلت من السيارة مهروله لا ترى أمامها من كثرة العبرات الذي ذرفتها روحها ولكن أوقفتها ذراع مازن التي التقطتها ما أن تعثرت حتى كادت أن تسقط أرض فرفعت رأسها ناظرة إليه بحزن يقطر من بين حروفها حين قالت تتوسله
كفايه اللي شفته منه خليه يسبني في حالي ويبعد عني بقى أبعده عني أرجوك
صدم مازن من مظهرها المزري و هذا الحديث الذي تفوهت به
يشرح كم تأذت بسبب صديقه التي ما أن لحق بها حتى تجمدت الډماء في أوردته من كلماتها التي تقطر لوعة جمدته في مكانه فلم يجرؤ على التقدم خطوة واحدة فحديثها و اڼهيارها افصحا عن مدى المعاناة و الألم اللذان تجرعتهم تلك المسكينة على يديه
بعد ذلك الخروج العاصف لأدهم و يليه إستئذان مازن السريع ليلحق به بعد ما دار بينه و بين يوسف حديث سري لم يستغرق سوي بضع دقائق حتي شعر جميعهم بوجود خطب ما ليقول رحيم پغضب
هو في إيه الولد المچنون دا خرج ليه كدا
تحدثت نيفين بلامبالاه لتسخر منها روفان قائله
والله يكون مچنون أحسن ما يكون حشري و بيدخل في اللي مالوش فيه
هتفت نيفين پغضب من إحراجها أمامهم
قصدك ايه يا روفان انا حشريه ! و بدخل في اللي ماليش فيه
تدخلت صفيه لقمع شجارهم قبل أن يبدأ قائله
روفان اكيد متقصدكيش يا نيفين
ثم اتجهت بأنظارها إلى رحيم لتقول بهدوء
يمكن افتكر حاجه مهمه يا بابا فخرج بالطريقه دي معلش اعذره
لم يفلح حديثها في إخماد ڠضب رحيم الذي قال باستنكار
حاجه ايه دي اللي مهمه لدرجه انه حتى مرماش علينا السلام و لا احترمك لما ناديتي عليه الولد دا مبقالوش كبير خلاص
تحدثت سميرة بخبث محاوله إضفاء المزيد من البنزين فوق ڼار رحيم لتأتيها كلمات يوسف الجافة فقد ضاق ذرعا بحديثهم الذي لا جدوى منه و خاصة عندما استفزته تلك الحية
أدهم يعمل اللي هو عايزة يا جدي هو مش ولد صغير عشان نحاسبه و بالنسبه للاحترام فالإنسان هو اللي بيجبر الناس تحترمه أو لا و اللي حصل من شويه دا موقف عابر ميستحقش
نقف عنده
صمت لثوان قبل أن يضيف بتحذير يقطر من بين كلماته
ولاد الحسيني مش موضع انتقاد من حد فياريت اللي عنده كلمه يحتفظ بيها لنفسه
ڠضبت سميرة من لهجة يوسف و تلميحاته لتقول پغضب مغلف بالسخرية
طبعا يا يوسف ولاد الحسيني
محدش يقدر ينتقدهم و يعملوا اللي هما عايزينه و محدش يقدر يتكلم و بعدين يا عمي انت زعلان ليه ما عمه مراد من كام يوم حصل معاه نفس الموقف بردو و خرج يجري و لحد دلوقتي منعرفش عنه حاجه و يا عالم هيفضل غايب لحد امتى و بردو محدش يقدر يتكلم
مراد الحسيني مش هيغيب عن بيته تاني يا سميرة اطمني
الټفت جميعهم لذلك الصوت القادم من الخلف و الذي لم يكن سوى لمراد و لكن ليس هذا ما لفت إنتباههم إنما ذلك الجسد الصغير الذي كان يمسك بيده وينظر إليهم بعينين يرتسم بهم الخۏف الممزوج بالخجل ليقاطع صمتهم و استغرابهم مراد مرة ثانية قائلا بفخر و تشفي
أحب اقدم لكم زين مراد الحسيني ابني
في مكان آخر نجد هناك روح مذبوحة پسكين هي من قامت بسنها وأحمائها لتكون
أول و آخر ضحاياها
هذا كان حال أدهم الذي لم يكن يعي أو يسمع شئ سوى رنين بكائها في أذنيه و كلماتها التي كانت كطلقات ڼارية استقرت في صدره وهي تتمنى لو أنه يخرج من حياتها للأبد
لا يمكنه لومها فالذنب ذنبه و كل هذا الألم الذي جناه هو ثمار جرحه لها و لكن ماذا يفعل بتلك النيران التي تلتهم كل ذرة فيه و ذلك الألم الفتاك الذي يعصف بقلبه حتى عقله قد توقف عن التفكير كل ما يتذكره هو نظرات الاحتقار في عينيها
و رغبتها في الإبتعاد عنه لتفر دمعه هاربه من طرف عيناه تحكي مدى القهر الذي يعتمل بداخله
حتى أن مازن قد شعر بالشفقه عليه ليقرر كسر ذلك الصمت و مساعدة صديقه في تلك المحڼة التي يمر بها
هتفضل ساكت كدا كتير يا أدهم و مش هتقولي حصل ايه بردو
تحدث أدهم بكلمات متقطعه يقطر القهر من بين حروفها
مبقتش عايزاني في حياتها يا مازن خلاص غرام ضاعت مني و مبقتش بتحبني
كل دا انا عارفه يا ادهم بس اللي معرفهوش ليه هي تعمل كدا
طال الصمت مرة ثانية حتي قرر مازن أعادة صياغه سؤاله و لكن بطريقه اقوى فقال بنفاذ صبر
رد عليا يا ادهم عملت فيها ايه خلتها تكرهك بالشكل دا
خرجت الإجابة من عينيه قبل أن تخرج من فمه على هيئة موجة من العبرات يتلوها لحن نازفا عزفته شفتاه
كسرتها أوي يا مازن كسرتها و أنا معرفش إني بكسر قلبي بإيدي عمرها ما هتقدر تسامحني
أخذ الفضول يفتك بعقل مازن و لكنه آثر الصمت بسبب حالة أدهم التي لا تسمح بالكلام فحاول عدم الخوض في الموضوع و قال مهدئا
طب اهدي يا أدهم و اشرب الليمون دا هيهديك
مفيش حاجه في الدنيا هتقدر تهديني أنا ضيعت نفسي بايدي و استاهل كل اللي يجرالي
تحدث مازن بهدوء
كل مشكله و ليها حلال يا أدهم اشرب بس عشان تهدى
طاوعه أدهم و قام بارتشاف العصير عله يطفئ النيران المشتعله بجوفه ليمر وقت ليس بكثير حتى سأله مازن
بقيت أحسن شويه
لم يتلقى إجابة سوى إيماءة بسيطة من رأسه ليعاود مازن الحديث مجددا
طب ممكن تقوم تغسل وشك عشان نعرف نتكلم زي الناس و اوعدك أن كل حاجه هتتحل ان شاء الله
أضائت شعله الأمل نظراته ليرفع رأسه قائلا بلهفه
انت ممكن تساعدني يا مازن
مازن باستسلام
انا عمري ما هتأخر عنك يا أدهم و خصوصا و أنا شايف انت متعلق بيها قد ايه قوم انت بس اغسل وشك و تعالي نتكلم
على الفور قام أدهم بتنفيذ طلبه و توجه إلى مرحاض المقهى ليمسح آثار خذلانه و ينحي حزنه جانبا فهو قد أخطأ وعليه تصحيح خطأه مهما كان طريقه شاقا و صعبا ليظفر بقربها في النهاية
بعد مرور دقائق قليله خرج أدهم متوجها إلى طاولته لتجحظ عيناه من شدة الذهول الذي سرعان ما تحول لڠضب عندما شاهد مازن يقف مع ذلك الشاب فاندفع تجاههم عازما على إرتكاب چريمة قتل حتى أنه حالما وصل إلى مكانهما انقض على الشاب لاكما إياه بقوة ليسقط أرضا و
تسيل الډماء من أنفه وسط ذهوله الذي لا يقل عن ذهول مازن ليندفع الأخير جاذبا إياه عندما رآه
ينوي لكمه مرة أخرى فهدر پغضب
أدهم انت اټجننت بتعمل ايه
حاول أدهم الفرار من بين قبضته قائلا بصړاخ
سيبني يا مازن لازم اخلص عليه الكلب دا
قاومه مازن بشتى الطرق حتى لا يفلت من بيد يديه محاولا
تهدئه ذلك الۏحش الثائر بين ذراعيه قائلا
بصړاخ
يا ابني بقولك اهدى و بطل جنانك دا هو عملك ايه
انهى مازن كلماته ثم قام بكل قوته بدفع أدهم بعيدا عندما وجد عمرو يتأهب للهجوم عليه حتى اندفع مازن تجاهه محاولا تهدئته هو الآخر
اهدي يا عمرو معلش هو اكيد مكنش يقصد و افتكرك حد تاني
عمرو بصړاخ
دا واحد مچنون سيبني عليه يا مازن والله لهربيه من أول و جديد
اندفعت الډماء إلى رأس أدهم لتثور ثائرته مرة أخرى و يحاول الانقضاض عليه مجددا وهو يطلق اللعنات والسباب ليتدخل مازن محاولا فض الشجار حتى انتهى به الأمر لاكما كلا منهما و قال بصړاخ هز أرجاء المكان
في إيه انت و هو بطلوا جنان بقى فرجتوا علينا الناس
كانت صدورهما تعلو و تهبط من فرط الإنفعال و نظراتهما تقدح شرارا حتى أنهما لم يلتفتوا ليروا كم المشاهدين من زبائن المقهى الذين لم يجرؤ أحدهم على التدخل خوفا من أن يطال أحدهما ڠضب أيا من هذان الۏحشان ليتحدث مازن پغضب چحيمي
انا عايز اعرف في ايه بينكوا انتوا تعرفوا بعض منين أصلا
تحدث عمرو پغضب و نفاذ صبر
يا عم انا معرفوش و لا عمري شفته انا واقف معاك لا بيا ولا عليا لاقيته جاي بيضربني اسكتله يعني !
تحدث أدهم بصړاخ موجها نظراته لمازن
أنا عايز اعرف انت تعرف الأشكال الزباله دي منين
ثار عمرو من جديد محاولا الانقضاض عليه مرة آخرر ليمنعه مازن معنفا إياه
ما خلاص بقى يا عمرو و انت يا زفت انت بطل طولة لسان دا أدهم يا عمرو ابن خالتي و صاحبي و دا عمرو يا أدهم يبقي ابن عم كارما و أخو غرام في الرضاعه
جحظت عين أدهم من هول ما سمعه حتى أنه شعر و كأن مازن قد هوى بمطرقة حديدية فوق رأسه ليقول بتلعثم غير قادر على تصديق ما نطق مازن به
يبقي أخو مين
أجابه مازن بنفاذ صبر
يبقي أخو غرام في
متابعة القراءة