روايه للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان العشري
المحتويات
الرضاعة وابن عم علي و كارما و حفيد اللواء هاشم الرفاعي صاحب جدك ها وصلت ولا لسه
ما أن اختتم مازن حديثه حتي شعر أدهم بدوامه من الأفكار و الصور التي أخذت تتقاذف إلى عقله ليجد نفسه يفر هاربا من أمامهما فلم يكن يكفيه ما كان يعانيه من ألم حتى تتضح له جميع الأمور الآن و يدرك فداحة خطأه في حقها ليشعر في هذه اللحظه بأنه قد ارتكب جرما هائلا يصعب تصليحه حتى لو اجتمعت الأرض و السماء معا
ابنك ! اتجوزت عليا يا مراد لا لا انت اكيد بتقول كدا عشان تقهرني مش معقول تكون عملتها
كانت التشفي يقطر من بين نظرات مراد لها قبل
لو هعتبر جوازي منك جواز يا سميرة ف أيوة اتجوزت عليك و دا فعلا ابني مبعملش كدا عشان اقهرك و لا حاجه و لو إنها فكرة حلوة
عملتها يا مراد و اتجوزت عليا بعد كل القرف اللي شفته منك ! بعد ما اتحملت ذلك و هجرك ليا كل السنين دي كلها جاي و جايبلي ابن ضرتي كنت بتسيبني انا و بنتك كل دا و تروح تترمي بين ايدين واحده تانيه !
والله انا مجبرتكيش تتحملي قرفي الباب طول عمره يفوت جمل بس انتي اللي مكنتيش قادرة تسيبي العز دا كله
و تمشي و دي بقي مشكلتك مش مشكلتي
ھقتلك والله لھقتلك
كاميليا خدي الولد على فوق إنت و روفان بسرعه
صاحت سميرة پغضب وسط ثورة چنونها
يطلع فين الواد دا مش هيقعد دقيقه واحدة هنا خدوه ارموه بره
لو حد هيخرج بره يبقي انت دا ابني و دا بيته فاهمه و لا لا
صړخ يوسف بصوت هز أرجاء القصر على كاميليا التي كانت مسمرة في مكانها و جسدها يرتجف كليا من
هول المشهد و جنون تلك المرأة
كاميليا قولتلك خدي الولد و اطلعوا فوق
هروبت كاميليا و من خلفها روفان تجاه الطفل الصغير الذي تشبث أكثر بوالده ليقوم مراد بحمله و تهدئته و إعطائه لكاميليا التي أخذته و و صعدت للأعلي تليها روفان تبعها يوسف الذي أخذ سميرة إلى غرفتها خوفا من چنونها حتى أنه قام بإغلاق باب الغرفة بالمفتاح ليعود مرة آخرى إليهم فصډمته كلمات نيفين المعذبه
اقترب منها مراد محاولا تهدئتها فللأسف نسى أمرها وسط هجوم تلك المرأة و شعوره بالتشفي بها لتلك الحالة التي وصلت
لها ليقترب منها خطوة فابتعد هي آخرى صاړخة من بين عبراتها
متقربش مني خليك عندك اوعى تقرب لي أنت إنسان أناني مبتفكرش غير في نفسك و بس عمرك ما حسستني بوجودك جنبي عمرك ما حسستني اني مهمه عندك كنت تروح تغيب بالشهور و استناك و كل مرة تغيب فيها و تيجي اقول مش هيمشي و يسبني تاني و كل مرة تخذلني و دلوقتي عشان ټنتقم من ماما بتدوس عليا أنا و انت واقف تتشفى فيها مبصتليش و لا مرة تشوف هكون عاملة ازاي مفكرتش فيا ابعد عني انا مبقتش عايزاك في حياتي انت مش أبويا
تقدمت صفيه من نيفين عند رؤيتها لمشهد يوسف وهو يتنفس پغضب فعلمت بأن كاميليا قد شاهدته لتأخذها من بين ذراعيه من دون التفوه بحرف واحد و تقوم بإسنادها للتوجه إلى غرفتها تزامن
ذلك مع تنفس يوسف الصعداء و كان ينوي التوجه إلى غرفتها رأسا بغرض مراضاتها فهو أبدا لن يقبل بأن تبكي قهرا بسبب شئ فرض عليه لتوقفه كلمات مراد المذعورة على جده ليعيد أدراجه بسرعة حيث وجد رحيم يرتمي على كرسيه يحاول لتقاط أنفاسه بعد أن شعر بروحه تكاد أن تفارقه فقد كان يقف بالمنتصف يشاهد ما يحدث بذهول تام و كأنه أصابه الشلل غير قادر علي التفوه بحرف حتى شعر بأن قدميه لم تعد تحملانه ليرتمي جالسا على كرسيه فهرول مراد ناحيته قائلا بلهفه
بابا انت كويس
قام يوسف بجلب كأس المياه الموضوع على الطاولة بجانبه و جعله يرتشف بضع قطرات من المياه ليظل رحيم يحاول تنظيم أنفاسه حتى خرجت الكلمات منه بعد دقائق فقال بوهن و لهجة معاتبة
ليه عملت كدا يا مراد ليه عايز تهد العيله اللي ضيعت عمري كله ببني فيها ليه
ارتد
مراد للخلف قائلا بحنق
انا مهدتش حاجه يا بابا انا دورت على سعادتي اللي ضاعت وضاع معاها أحلى سنين عمري مع واحده بكرهها و مبطقش حتى أشوفها قدامي و أنت أجبرتني أفضل معاها عشان بنتي ايه غلطت في ايه كدا
كل حاجه بتعملها غلط
قالها رحيم بوهن ليجيبه مراد صارخا پغضب
انا داخل عليك بحفيدك يا بابا ابني اللي طول عمرك نفسك تشوفه مش طول عمرك
كنت بتقولي نفسي أشيل ابن ليك يا مراد اديني جبتهولك و جيت ايه دا كمان غلط !
عمي مراد اهدي شويه مش شايف
حالته !
تحدث يوسف بعد أن وجد جده علي وشك الإختناق مرة ثانيه ليتابع رحيم پغضب
أسلوبك و طريقتك غلط لما انت متجوز ليه مجتش قعدت زي الناس و قولت ليه ممهدتش لبنتك اللي انكسر قلبها منك الف مرة كل دا عشان تدوس على سميرة و تقهرها و الحقيقة ان القهرة الحقيقيه كانت لنيفين حفيدتي اللي دمعه من عنيها تسوى الدنيا كلها عندي
عندك حق انا غلطت إني جبت إبني و جيتلكوا هنا أنا ماشي
قالها مراد پغضب و انطلق نحو باب الغرفة ليقاطعه رحيم صارخا پغضب
استني عندك أحنا مش لعبه في إيدك عشان تيجي تقول أنا عندي عيل وبعدين تاخده و تمشي حفيدي مش هيخرج من بيتي أبدا
توقف مراد بمكانه لدى سماعه كلمات والده و عندما رأى احتقان وجهه عاد إليه بسرعة محاولا تهدئته فقال بمسايسه
إهدى يا بابا اللي انت عايزة هيحصل
نظر رحيم لمراد مرة ثانيه و قال بهدوء بعد أن التقط أنفاسه الهاربه
أم الولد فين
ترقرقت الدموع بعيني مراد و قال بحزن و خيبه أمل
توفت من تلت أيام
صدمة خيمت على ملامح كلا من يوسف وجده ليتابع مراد پألم
ميرفت كانت مريضه سړطان و للأسف اكتشفناه متأخر أوي و العلاج منفعهاش بأي حاجه و فضلت تعاني لحد ما توفت من تلت أيام في المستشفى
و حفيدي كان قاعد فين و مع مين
قالها رحيم بحزن ليجيبه مراد بأسى
كان قاعد مع المربية بتاعته و أنا كنت بروح و باجي عليه
شد حيلك يا ابني البقاء لله
قالها رحيم بمواساه و تعاطف لحاله إبنه ليجيبه مراد
بحزن دفين
ميرفت سابتني و راحت زي اللي راحوا يا
بابا يظهر مش مكتوب عليا أحب حد و يفضل معايا
انهى مراد كلماته تزامنا من نزول دمعه هاربه من عينيه تحكي مقدر الۏجع الكامن بداخله ليهب واقفا و هو يقول بعجاله حتى يغادر هذا المكان قبل أن ينتهي به الأمر باكيا امام والده وابن أخيه
انا هروح مشوار صغير و هرجع على طول ياريت تخلوا بالكوا من زين على ما ارجع
قطع الخطوات الفاصلة بين و بين باب الغرفة بسرعة فقد كان جل ما يتمناه في تلك اللحظة الاختفاء عن عيون الجميع حتى يستطيع أن يطلق العنان لحزنه الذي يتكرر للمرة الثانيه ولكن اوقفه صوت يوسف الذي ناداه ثم اندفع تجاهه معانقا إياه قائلا بحزن
البقاء لله يا عمي ربنا يرحمها و يصبرك
بادله مراد العناق بقوة و كأنه يشكو له من ها الألم الماثل فوق قلبه فتدحرج الألم من بين شفاهه حين قال
متضيعش حياتك زي عمك يا يوسف و خلي بالك من كاميليا صدقني يا ابني مفيش حاجه في الدنيا ممكن تعوض الراجل عن واحده بيحبها ارمي كل حاجه ورا ضهرك و عيش معاها متأمنش أبدا للأيام
عيط كتير
كاميليا بأسى
اكيد و خصوصا أنه مع ناس غريبه عنه و اول مره يشوفها مقادموش حاجه غير العياط
اقترب منها يعيد توازن تلك الخصلة الهاربة خلف أذنيها قبل أن يتحدث بنبرة ذات مغزى
بس الناس دي مش غريبه عنه يا كاميليا دول أهله !
اختلط الشجن بالأسى في نبرتها حين قالت
حتى لو كانوا أهله بس هو عايز ممته بيقول بقاله كتير مشفهاش
تحدث يوسف بنبرة تشوبها بعض المرح ليخرجها من هذا الحزن المخيم عليها
ياااه ده انتوا بقيتوا اصحاب و بتاخدوا و تدوا مع بعض دانا هبتدي اغير
لم تفلح كلماته في انتزاع رنه الحزن في صوتها ولا كفكفة عبراتها حين قالت
يمكن عشان يتيم زيي ففهمنا بعض
احتواها بين قضبان عشقه وهو يقول بنبرة جافة يشوبها الحزن
اوعي تقولي الكلمة دي تاني لما أموت يا كاميليا ابقي قولي على نفسك يتيمه لكن طول مانا عايش انا كل حاجه ليك و انت
كل حاجه ليا
رقت لهجته حين أردف قائلا
انت بنتي و حبيبتي و مراتي و صاحبتي و كل حاجه ليا في الدنيا
دام الوضع عدة دقائق حتى هدأت نوبة بكائها لتهمس بإسمه بين دموعها
يوسف
حقك عليا اوعدك اللي حصل تحت دا مش هيتكرر تاني ولا هسمح لأي حاجه في الدنيا ټوجعك أبدا
انسابت الحروف من بين شفاهها بعذوبة
بحبك اوى يا يوسف
قال بصوتا أجش
و يوسف ييعشقك يا كاميليا
تعرفي إني مبضعفش قدام حاجه في الدنيا غير دموعك دي ومفيش حاجة تقدر توقفني أو تخليني ارجع عن قرار أخدته غير نظرة من عنيك
توسع بؤبؤ عيناها من جمال كلماته و شعرت بأنها قد خلق لها جناحان لتحلق بهما في سماء العشق فلم تستطع سوى النطق باسمه غير مصدقه لكل ذلك الحب المرتسم بعينه و التي ترجمته كلماته الأكثر من رائعه
أجمل حاجه حصلتلي في حياتي هي إني عشقتك و عمري
ما هضيع لحظة بعيد
انهى جملته مبرهنا على عشقه لها بالأفعال فقام بسجنها بين جنبات عشقه و كأنها كنز ثمين ېخاف من فقدانه و أخذ ينثر ورود الهوى فوق ملامحها و كأنه يمجد كل إنش
متابعة القراءة