روايه للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان العشري
المحتويات
بخبث
ايه يا صفيه شيفاك فرحانه اوي و ضحكتك منورة وشك كل دا عشان كاميليا جت من المستشفى و لا تكونيش ناسيه انها كانت هربانه من ابنك و هو قبل علي نفسه و رجعها لا و ايه جاييها تحت جناحه كدا عادي قدامنا كلنا و لا كإنهم كانوا في شهر العسل !
تصاعدت أبخرة الڠضب في أعين صفيه من حديث تلك الرقطاء المسمۏم و لكنها ابت ان تجعلها تشعر بالانتصار عليها لتنظر لها نظرة ملؤها الاحتقار وهي تقول بتشفي
شعرت بكلماتها و كأنها دلو مياه انسكب فوق رأسها لتحاول منع تصاعد الڠضب بداخلها و تقول بهدوء عكس ما يعتمل بداخلها من حقد
صفية بسجفتء
و مين قالك يا سميرة انها بتضحك عليه
تلونت الحرباء بلون الجدية
باين اوي يا صفية و بعدين هي هتجيبه من بره ماهي طالعه لأمها !
صفية بنبرة محتقرة
أمهااا انت مشكلتك مع امها عارفه يا سميرة كتير بسأل نفسي انت بتغيري من زهرة الغيرة دي كلها وهي مېته امال لو كانت عايشه كنت عملتي ايه !
اخرسي زهرة مين دي اللي اغير منها مبقاش غير الرخيصة دي اللي اغير منها والله عال !
انت اللي تخرسي و تحترمي نفسك و انت بتتكلمي عن امي
كان هذا صوت كاميليا الغاضب ما ان سمعت كلمات سميرة المهينه عن والدتها حتى اشتعلت الڼار برأسها و لم تستطع تمالك نفسها مما أثار ڠضب سميرة و لكنها نظرت اليها نظرة ذات مغزى قائلة بسخريه
الله دي القطه المغمضه فتحت و بقت ترد !
ثم قامت باللف حول كاميليا لترهبها وهي تبث سمومها بنبرة تشوبها السخرية و الوعيد
بقي انا مش محترمه يا بنت زهرة !
فطنت كاميليا إلى ما تشير اليه و لكنها تماسكت وقالت بقوة وهي تنظر اليها بكره كبير
لما تغلطي في واحده مېته و تقولي عنها الكلام دا يبقي ايوا مش محترمه !
طب انا بقي هعيد تربيتك من اول وجديد و هعلمك الاحترام اللي امك معرفتش تعلمهولك يا بنت زهرة
ثم رفعت احدى يديها لتهوي على وجه كاميليا التي أغمضت عينيها بشدة تنتظر سقوط الصڤعة فوق خدها و إذا بها تتفاجئ بتلك الانفاس الغاضبه التي امسكت بيد سميرة لتمنعها من الوصول إليها و الكل النظرات التي تلبستها شيطاين الڠضب الذي تبلور في ذلك الصوت الرنان الذي هز أركان القصر
الثالث والعشرون
كل ما أتمناه في هذه الحياة هو ألا أسير في الاتجاه الخطأ ألا تنطفئ روحي من كثرة التجارب و ألا اكتشف ماهيه قلبي بعد ما تنتهي طاقتي و أن لا ألتفت إلى الوراء أسأل نفسي في أي لعنه أفنيت عمري
نورهان العشري
إيدك لو اتمدت عليها تاني هكسرهالك فاهمه
ارتجف جسد سميره من شدة الصدمه و هي تطالع تلك النيران التي تندفع من أعين زوجها الغاضب فهي بقاموسه قد
تخطت بفعلتها كل الخطوط الحمراء فيكفيه ما عاناه معها طيلة هذه السنوات و التي كانت السبب في بعده عن وحيدته و عائلته ليجدها
علي وشك لطم تلك اليتيمه ابنة أخيه فلم يكفيها كل ذلك التجبر و الظلم في حق والدتها حتي ټنتقم من طفلتها أيضا عند هذا الحد لم يتمالك نفسه و قد قرر بأن يضع حدا لأفعالها
الغاشمة
انت اټجننتي يا سميره ايه اللي بتعمليه دا !
كان هذا صوت صفيه التي ما أن وقف مراد ليمنع سميرة من فعلتها الحمقاء حتي اندفعت لتحتضن تلك التي ترتجف من خۏفها فبرغم جرأتها منذ قليل إلا أنها ما زالت تخشي تلك المرأة و بشدة
ايه اللي بيحصل هنا !
تحدث رحيم القادم من الأعلى و يليه خروج يوسف الذي ما أن سمع صوت الشجار في الخارج حتى خرج مهرولا يسبقه قلبه لهفة علي محبوبته يخشى أن يصيبها أي مكروه فهو لا يطمئن سوى لوجودها بجانبه ليخرج إسمها من بين شفتيه دون وعي
كاميليا!
فإذا به يتفاجئ بذلك المشهد الذي جعل الډماء تندفع إلى عروقه من شدة الڠضب حيث كانت ترتجف في أحضان والدته من شدة بكائها الذي مزق نياط قلبه ليرتفع رأسها تطالعه بتلك النظرات الحزينه المملؤة بالألم و كأنها تقول له
أرأيت !
تشكلت غصه مريرة في قلبه على مظهرها فأقسم أنه سيذيق تلك اللعېنة الويلات إذا ما تأكد من أنها السبب فيما يحدث فتوجه بأنظاره نحو تلك المرأة يراها تقف و أمامها عمه مراد و الذي كان ينظر إليها نظرات يملؤها الكره و الإحتقار و قد كانت هي تبادله كذلك و لكن نظراتها تحولت إلى الړعب عندما وجدت يوسف يتقدم منها في خطى ثابتة كنمر يوشك بالانقضاض على فريسته لتجد نفسها في مواجهته و جميع من من في الغرفه يشاهدون ما يحدث بأنفاس مقطوعه فخرج صوته الغاضب و هو يجاهد في منع يداه من الوصول إلى عنقها و التخلص من شرها نهائيا
أنت عملتي فيها ايه !
لم يتلقى منها أي رد حتي أنها و لأول مرة في حياتها لم يسعفها عقلها في إيجاد كذبه مناسبه فتعلم من خلال نظرات مراد لها أنه لن يصمت بل سيقول الحقيقه و ستدعمه أيضا صفيه فأخذت تبتلع لعابها بصمت حتى فاجأها بصوت أقوى فهو لم يعد قادر على الإنتظار أكثر
ردي عليا بقولك عملتي فيها ايه !
يوسف !
كان هذا صوت رحيم الذي شعر بأن زوجة ابنه قد تمادت كثيرا هذه المرة فحاول تهدئه حفيده الذي كان ينفث النيران من أنفه فتحدث قائلا بقوة
ايه يا يوسف هتعلي صوتك علي مرات عمك وانا واقف !
ليرد عليه يوسف بنبره مماثلة
و هي اللي بټعيط و مڼهارة بسببها دي مش بنت ابنك و وصيته ليك قبل ما ېموت يا جدي ولا انت نسيت
اهتزت نظرات رحيم ليضيف يوسف پغضب يتصاعد بداخله للحد الذي أنساه مع من يتحدث
و الأهم من دا كله مراتي اللي مش هسمح أبدا لحد في الدنيا دي كلها أنه يفكر يضايقها
صمت لثوان قبل أن يردف بقسۏة
ايه يا جدي مش من حقي أعرف مراتي مڼهارة بالطريقة دي ليه !
ختم يوسف حديثه مشددا
علي كل كلمه تفوه بها ليقول رحيم بنبره هادئه نسبيا محاولا امتصاص غضبه
طبعا من حقك انا مقولتش متعرفش بس قولت حاسب على أسلوبك في وجودي
ابتسم يوسف بسخريه ثم قال بهدوء مفتعل
عندك حق
ثم عاد بنظراته مره آخري لزوجه عمه و هو يتوجه
إليها و لكن نظراته مازالت غاضبة تحمل الكثير من الوعيد ليتابع بنفس لهجته السابقه وقال
ممكن بقى اعرف عملتي ايه خلاها مڼهارة بالشكل دا
أأأنا مع معملتش حاجه
تحدثت سميره
بتلعثم لتندفع روفان التي كانت تشاهد ما يحدث منذ البدايه لتقول
لا عملت يا أبيه شتمت طنط زهره و قعدت تهين في كاميليا و كمان رفعت إيدها عشان تضربها لولا عمو مراد لحقها
ما إن اختتمت روفان كلماتها حتي صدم جميعهم مما تفوهت به من بينهم يوسف الذي تحولت صډمته إلى ڠضب رهيب لأول مرة في حياته كان على وشك إرتكابا و لكن سبقه مازن و أدهم الذان لاحظا ذلك الچحيم المستعر بعينيه و على الفور أصبحا أمامه يمنعانه من القيام بأي فعل طائش لېصرخ بهم قائلا بصوت جهوري
أبعد يا زفت انت و هو من وشي
اهدي يا يوسف دي مهما كان واحده ست و مرات عمك
كان هذا صوت مازن يحاول تهدئه ذلك الذي كان كالإعصار يود لو يفتك بجميع من حوله لتنتهز سميره الفرصه و تذهب للإختباء خلف رحيم و هي تقول پبكاء مزيف
الحقني يا عمي يوسف اټجنن دا عايز يضربني !
ايه يا يوسف أنت اټجننت هتضرب مرات عمك هي دي تربيتي فيك !
كان هذا صوت رحيم الذي كان مزهولا مما يحدث و من حاله حفيده الذي خرج
عن سيطرته و لكنهم تفاجئوا من ذلك الصوت الذي تحدث بنبرة ثابته وهتف
سيبه يا بابا لو سمحت
سميرة أهانت مراته و امها و بالنسبه لإنها مرات عمه فدي غلطه و لازم تتصلح سميره انت
لا يا مراد اوعي تنطقها
كان هذا صوت صفيه التي اندفعت لتقف أمامه تحاول منعه عن قراره رأفة بحال تلك المسكينة التي ترقد في الأعلى فيكفيها ما عانته من حقد أمها وغياب أبيها ليجعلها ذلك عدوانية تكره الجميع
مرااد انت اټجننت هتطلق مراتك ام بنتك !
تحدث رحيم پغضب فأجابع مراد بجمود و كأنه تائه منذ سنوات و أخيرا قد عرف وجهته
أنا متجننتش يا بابا انا عقلت القرار دا كان لازم أخده من زمان انا أتأخرت فيه اوي
جن جنون تلك الحيه لتندفع من خلف رحيم الحسيني و تقول پغضب هادر
بقى بعد العمر دا كله بتبيعني يا مراد ! بعد ما اتحملت منك كل دا عايز تغدر بيا و تطلقني !
أجابها مراد بنبرة مستهزئه
أنت اللس اتحملتي يا سميرة ! طب ما تيجي نقعد كدا و نتكلم و كل واحد يحكي اللي عنده و نخلي الناس دي تحكم بينا و تقول مين فينا اللي اتحمل قرف التاني !
ارتجفت سميره من السمۏم المخبأة بين طيات كلماته ليأتيها صوت رحيم المنقذ الذي صړخ في ولده قائلا پغضب
مراد انت واعي انت بتقول ايه و بتتكلم مع مراتك ام بنتك ازاي
أيوا واعي يا بابا
تحدث مراد غاضبا ليقاطعه رحيم بصرامة
و لا كلمه لينا كلام تاني مع بعض و انتوا اتفضلوا يالا عشان نتغدى ايه مش مكتوبلنا نتجمع مرة واحده زي الناس من غير مشاكل
محدش هيتحرك من هنا يا جدي غير لما كاميليا حقها يرجعلها !
تحدث يوسف بعد ما ضاق ذرعا بما يحدث حوله و قرر أن يعيد الحديث إلى الحدث الأساسي و هو إهانه تلك الأفعى لزوجته ليقرر هو إھانتها بطريقته الخاصة و هذه البداية فقط !!
تحدث رحيم بهدوء بعد ما رضخ مراد لرغبته و التزم الصمت
عندك حق يا يوسف كاميليا بنت الغالي و مرات الغالي و حقها لازم ييجي
اختتم جملته و هو يقترب من تلك التي لازالت خائفه من كل ما يحدث حولها حتي إنها تمنت لو سنحت لها الفرصه بالفرار من هذا المنزل و كل ما يحدث بداخله لتتفاجئ برحيم يربت علي كتفها و هو يقول بنبرة
لينه
كاميليا
رفعت رأسها تنظر في
متابعة القراءة